الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو لا تهدأ أبدا، الجولة الجديدة في أرض محايدة أبطالها الروبل والدولار وسط عقوبات ضد روسيا بفعل الحرب
إذ أعلن البنك المركزي الروسي أمس الأربعاء رسميا اعتماد الجنيه المصري ضمن قائمة العملات الأجنبية التي يحدد سعرها رسميا مقابل الروبل .
ضمت قائمة العملات التي اعتمدها البنك المركزي الروسي ضمن العملات الرئيسية التي سيحدد أسعارها مقابل الروبل الروسي 7 عملات آخري بجانب الجنيه المصري والروبل الروسي منها الدونج الفيتنامي والدينار الصربي والدولار النيوزيلندي واللاري الجورجي والريال القطري.
ووفقا لوكالة تاس الروسية فإن القرار بدء تنفيذه من أمس، وبلغ سعر الروبل الروسي مقابل الجنيه المصري، أمس ، نحو 43 قرشا.
علق اقتصاديون على قرار البنك المركزي الروسي بشأن اعتماد الجنيه المصري ضمن قائمة العملات الرئيسية لدي قائلين يساهم في زيادة التبادل.
وقال الدكتور محمد عبدالرحيم الخبير الاقتصادي أن إدراج الجنيه المصري على قائمة العملات الرئيسية لدي البنك المركزي الروسي مهم من ناحية مساعدة التبادل التجاري بين البلدين ، قائلا يأتي أيضا في إطار اتجاه الدولة لتخفيف الطلب على الدولار.
بالأرقام.. “المركزي المصري” يكشف مؤشرات سوق الصرف في 6 أيام
بعد شهادات الـ25%.. قرار “صادم” من البنك المركزي المصري
وقال لـ :العين الإخبارية” إن الهدف من القرار تحديد سعر الجنيه المصري مقابل الروبل الروسي ما يؤدي إلى عدم الحاجة للتحويل إلى دولار في تسوية المعاملات التجارية بين البلدين.
أضاف أن مصر تعتمد على استيراد جانب كبير من الاحتياجات من روسيا، على رأسها القمح، مؤكداً أن اعتماد الجنيه المصري لدي روسيا يسهل عملية التبادل التجاري بين البلدين دون الحاجة للدولار .
وتابع أن تسوية المعاملات التجارية قبل اعتماد البنك المركزي الروسي للجنيه المصري كان يتم عبر تحويل الجنيه إلى دولار ومن ثم اتمام العمليات، لكن مع القرار سيكون الأمر أسهل ويخفف الطلب على الدولار محليا من قبل المستوردين المتعاملين مع روسيا.
يأتي ذلك في وقت تدرس مصر منذ سبتمبر الماضي الانضمام للتحالف العالمي بريكس الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ما يؤدي لتسهيل عمليات التجارة وتدفقات الاستثمار و توفير العملة الصعبة، مع هذه الكتلة الاقتصادية.
وتدعم هذه الخطوة لعم عمليات الاستيراد بالعملات المحلية للدول الأعضاء بدلا من الدولار، خاصة أن التكتل يشكل النسبة الأكبر من استيراد مصر من البضائع بإجمالي 20 مليار دولار سنويا. .
حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا
ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في مصر فإن حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا وصل إلى 2.1 مليار دولار النصف الأول من 2022 / مقابل 2.1 مليار دولار نفس الفترة من عام 2021 ، والتي جاءت في وقت أزمة كورونا وتوقف الإمدادات وصولاً إلى الحرب الروسية الأوكرانية .
وبلغت قيمة الصادرات المصرية لروسيا نحو 417 مليون دولار خلال النصف الأول من 2022 ، بينما بلغت قيمة الواردات المصرية من روسيا نحو 1.7 مليار دولار .
وتصدر مصر فواكه وأتمار قشرية و خضر ونباتات وبذور وآلات ومعدات كهربائية إلى روسيا فيما تستورد الحبوب على رأسها القمح الروسي، وحديد صلب و خشب ومصنوعاته.
قطاع السياحة أحد المستفيدين
وفق بيان حكومي فإن البنك المركزي المصري يدرس منذ فترة بالتنسيق مع وزارة المالية بدائل تيسير العمليات الاقتصادية مع روسيا في ظل الأزمة العالمية لتخفيف الضغوط على الاقتصاد المصري، من بينها استخدام الروبل الروسي في التعاملات بين البلدين بما يسهل حركة السياحة بشكل خاص .
وقال حسام هزاع عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية إن استخدام الروبل الروسي في قطاع السياحة في مصر يساعد قطاع السياحة بشكل كبير ، خلافا لمردوده الاقتصادي على البلدين من ناحية التبادل التجاري والسياحي .
أضاف لـ ” العين الإخبارية ” وفقا لما ورد هنا أن قرار البنك المركزي الروسي بمثابة اعتماد الجنيه المصري ضمن سلة العملات التي تتمكن الدولة الحصول عليه بسهولة وتداوله، ومن ثم من المتوقع أن يتخذ البنك المركزي المصري قرارا شبيها خلال الفترة المقبلة، لتحديد آليات الاعتماد والتحويل .
“المركزي المصري” يطرح أذون خزانة بقيمة 35 مليار جنيه.. ما الأسباب؟
وفي نهاية العام الماضي قالت نورا على رئيسة لجنة السياحة بمجلس النواب المصري إن السياح الروس قد يتمكنوا قريبا من دفع ثمن تذاكر زياراتهم لأهرامات الجيزة، والتنزه في مصر بعملتهم المحلية “الروبل”.
وتمثل السياحة الروسية ثاني أكبر الوجهات السياحية لمصر حيث زارها نحو 429 ألف روسي خلال النصف الأول من عام 2022.
ضربة للدولار وترحيب مصري واسع
وعلق الإعلامي المصري أحمد موسى على القرار قائلاً : إنه تطور مهمًا جدا يسهل إجراء تسويات وتعاملات البلدين بالعملة الوطنية، ما يعني تمكن مصر من الحصول على القمح الروسي بالجنيه المصري .
أضاف أن القرار ضربة كبيرة للدولار ، ويخفف الضغط على طلب الدولار ، مشيراً إلى أن هناك 6 دول أفريقية اعتمدت في التعاملات النقدية مع روسيا على العملات الوطنية بعيدا عن الدولار.